الدراسة و الزواج
"تقدم لي عريس و مترددة نوافق او لا لاني مزلت ما تخرجت"
"عرسي قريب و خايفة اني مش حنقدر نوفق بين الجامعة و الزواج"
"كيف انظم وقتي بين مسؤوليات البيت و الزوج و بين دراستي؟"
اسئلة كثيرأ ما ترسلها لي بعض الفتيات عند ذكري بأنني امر بفترة امتحانات مع علمهن بأنني متزوجة. لمن لا يعرف: انا طالبة في كلية طب و جراحة الفم و الاسنان و تزوجت في نهاية السنة الثانية و العشرين من عمري و كان لا يزال امامي عامين دراسيين و فترة التدريب أو الامتياز على التخرج. الآن لا يزال امامي سوا القليل راجية من الله ان يوفقني في استكمال دراستي.
الدراسة اثناء الزواج قرار كبير و مصيري لحياة أي فتاة لم تتحصل على شهادتها الجامعية بعد. خصوصأ اذا كانت فتاة طموحة و لديها الكثير من الاهداف و الاحلام التي تريد تحقيقها بشدة و قد ترى ان الزواج قد يكون عائقاّ امامها و حائلاً لوصولها لما تريد. في هذا المقال اوجه كلامي لمن ترى انها وجدت شريك حياتها و انها جاهزة للزواج و لكنها مترددة فقط لكونها لا تزال تدرس. ولن اتطرق الى كيفية اختيار الزوج او معرفة ما اذا كنتي جاهزة للزواج اصلاً.
اذا سألتموني قبل عدة سنوات اذا كنت سأوافق على الزواج قبل التخرج كنت سأقول بأن هذا شيء مستحيل. ليس فقط رغبة مني بل رغبة اهلي ايضأ و والدي خصوصأ. لكن الحياة دائمة التغيير و كذلك هي الظروف و لا ننسى ان للنصيب نصيب. و ما لا يناسبك الان قد يناسبك في المستقبل.
نمط الحياة الان يفرض عليك ان تكوني امرأة واعية, ذكية, مثقفة, و ملمة بجميع جوانب الحياة لتكوني زوجة داعمة و مساندة و لتكوني أفضل مثال و ام لاطفالك مستقبلاً ان شاء الله.
كتبت لكِ بعض النقاط المهمة التي عليكي التفكير بها لتزيلي غبار الخوف و القلق من عقلك و رؤية ما اذا كانت الحياة كطالبة جامعية متزوجة تلائمك حقاً ام لا:
1. رغبتك في الدراسة و اصرارك على التخرج لابد ان تنبع منك انتِ. ستواجهين العديد من المصاعب و الدراسة حتى بدون زواج لها صعوباتها, فان لم تكن رغبتك قوية كفاية فسيكون استسلامك سهلاً و ستفشلين فلا يمكنك سوا لوم نفسك حينها.
2. هل سيدعمك زوجك؟ قول انه سيسمح لك بالدراسة بعد الزواج ليس كافياً, بل يجب عليه ان يستوعب كونه شريكاً في المسؤولية و مصدر دعم كامل بحيث سيكون عليه ان يريد لك ما تريدين لنفسك, يجب عليه ان يتمنى رؤيتك في اعلى مراتب النجاح و يساعدك في تحقيق كل ما تريدين انجازه ان لا يقف في طريقك. و قد يكون يكون عليه توصيلك للجامعة (اذا لم تقودي بنفسك) و عليه ان يتحمل القليل من التقصير فترة الامتحانات (لا اقصد عدم الطهو و التنظيف فهذه اشياء اراها ضرورية دائماً و لكن اقصد مثلاُ وجود الكتب و الاوراق على الطاولات و عدم تفرغك لأعداد طبق الحلو المفضل لديه و ايضاً تحمل انشرادك الذهني و القلق بحيث ان الزوج في الحقيقة مثل الطفل الذي يريد الاهتمام و الانتباه اغلب الوقت).
3. هل لديك القدرة الجسمانية و الصحية؟ اغلب الازواج يبدؤون بتكوين اسرهم سريعاً بعد الزواج, فعليكي ان تعرفي ما اذا كانت هذه رغبة زوجك المستقبلي ام لا. حيث ان الحمل و الانجاب يؤثران بشكل مباشر على صحتك و قدرتك على الدراسة و الذهاب للجامعة خصوصا ما اذا كان عليكي الحضور شخصياً للمحاضرات و اذا كان نظام جامعتك صارم بشأن الغياب المتكرر. حينها عليكي ان تقرري مع زوجك اما تأجيل الانجاب او تخطيط كيفية انجاح هذا النظام مع وجود طفل. و هذا بالتأكيد لن يكون بالامر السهل. لدي زميلة في الجامعة توقفت عن دراستها لمدة خمس سنوات ثم عادت بعد انجابها لثلاثة اطفال ماشاءالله, فهو ليس بالامر المستحيل و لكن هل هذا طريق تريدين خوضه؟.
4. عليكي ان تكوني ناضجة نفسياً و استيعاب دورك الاجتماعي كزوجة. مسؤولياتك كزوجة ليست قليلة و لكنها ليست بتلك الصعوبة. (السر في النقطة 5) الموازنة بين احتياجات البيت و الزوج من الطهو و التنظيف و المناسبات الاجتماعية (العزائم و زيارة الاقارب) التي قد تأتي ايضاً في اوقات الامتحانات بالتأكيد ستشعرك بالقلق الشديد حيث ستشعرين بانك لا تستطيعين اعطاء اي جهة حقها الكامل. أقول لك ربما لن تستطيعي اعطاء كل الجهات حقها الكامل و لكن كل ما يمكنك فعله هو القيام بافضل ما لديكِ و سيكون ذلك كافياً. فكوني مسؤولة و لا تجهدي نفسك بمحاولة ان يكون كل شيء مثالي. فسيمر الامتحان و تمر المناسبات لتأتي غيرها. لا ننسى تأثير البيئة الخارجية عليكِ, قد تكوني محاطة باقارب و اصدقاء داعمين لك و لدراستك و لكن بعض الناس ليسوا محظوظين مثلك, حيث لا يراعي الجميع ظروفك و لن يتقبلوا منك الاعذار او التقصير و هنا عليكي وضع مصلحتك اولاً. فمن يحبك و يريد الافضل لك سيعذرك بل قد يساعدك ايضاً. و لا تنسي انه وضع مؤقت و ستتفرغين لاحقاً لأداء مهامك الاجتماعية.
5. تنظيم الوقت هو الحل. لن يهم كونك ناضجة و عاقلة و مصرة على النجاح اذا لم تنظمي وقتك. بدون تنظيم الوقت و توزيع المهام ستشعرين بتأنيب الضمير و قلق مزمن و بأنك في دوامة لا تنتهي و لن تستطيعي انجاز شيء بل سيمر الوقت دون اي فائدة ولا عطاء. أسألي مجرب. شخصياً بعد الكثير من التخبط وجدت ان عند قيامي بكتابة المهام التي علي القيام بها في يوم معين “To-do List” على ورقة اشعر اني اخرجت مسبب القلق و الدوار من رأسي و ارتاح فوراً حيث لن يكون علي تذكر كل شيء و اعادة ترتيب القائمة باستمرار مما يأخذ الكثير من الجهد النفسي و يضيع الوقت حقيقةً. فليس هناك اجمل من شطب تلك المهام واحدة تلو الاخرى عند انجازها.
6. التوكل على الله و طلب التوفيق منه. عليكِ تفويض امرك لله تعالى و طلب النجاح منه دائماً و قراءة الاذكار بشكل يومي ليبارك الله لك في وقتك ويومك و يسهل عليك كل المصاعب فوحده هو من يمتلك تلك القدرة سبحانه. احدى الادعية التي اقولها عند السجود دائماً هي "اللهم وفقني الى ما تحب و ترضى". و اطلبي من الله ان يوفق بينك و بين زوجك و ان يبعد عنكم الخلافات. قال عليه الصلاة والسلام: ((إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ, وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ))
7. أسلوبك في الدراسة. هذه النقطة انصح بها نفسي ايضاً, فأعتقد ان الكثير منا يؤجل دراسته لفترة ما قبل الامتحانات مما يسبب ضغطاً هائلاً علينا. بدون شك فترة الامتحانات فترة صعبة حتى لمن تجهز و درس اولاً بأول, لكن اعتقد انه سيكون اسهل بكثير على من تجهز بعكس من يتعرف على المنهج اسبوع قبل الامتحان او اقل. اليس كذلك؟ بعد قراءة هذه النقاط اتمنى ان اكون قد ساعدتك في توضيح الامر و اني احسستكِ بواقعية الحياة بعد الزواج. فاذا رأيتِ انه بامكانك تحمله كأسلوب الحياة و الاهم انكِ تأكدتِ من دعم زوجك المستقبلي لكِ فباذن الله ستتمكنين من التوفيق بين الدراسة و الزواج. أما اذا زاد التردد و الخوف لديك فأنصحكِ بصلاة الاستخارة و اختيار القرار الانسب لكِ. في النهاية اود ان اشكر زوجي على دعمه المستمر لي و اتمنى ان اكون فخراً له و لاهلي و ان اتحصل على الشهادة قريباً. و شكراً لكِ انتِ لقرائتك للمقال حى النهاية و اتمنى ان تبدي رأيك في التعلقيات.
I will be adding the article in English soon. :)
Post a Comment